الفکر الأصیل

مدونة تُعنى بنشر الفکر الإسلامی الأصیل، والدفاع عنه بالحکمة والموعظة الحسنة

الفکر الأصیل

مدونة تُعنى بنشر الفکر الإسلامی الأصیل، والدفاع عنه بالحکمة والموعظة الحسنة

بین ظهور الحجة وثورة الحسین علیهما السلام

ندما نراجع الروایات الواردة من آدم علیه السلام والى الخاتم صلى الله علیه وآله والى أوصیاء الخاتم علیهم السلام، نجد أن هناک ربطاً عجیباً بین أمور ثلاثة، بین نبوة الأکرم صلى الله علیه وآله وسلم والبشارة بنبوته من الأنبیاء السابقین علیهم السلام، وبین ظهور الحجة علیه السلام فی آخر الزمان، وبین ثورة الإمام الحسین صلوات الله علیه، حیث نجد هناک ترکیزاً فی الروایات وربطاً بینها فی هذه المحاور الثلاثة 

بین ظهور الحجة وثورة الحسین علیهما السلام 

 

 

عندما نراجع الروایات الواردة من آدم علیه السلام والى الخاتم صلى الله علیه وآله والى أوصیاء الخاتم علیهم السلام، نجد أن هناک ربطاً عجیباً بین أمور ثلاثة، بین نبوة الأکرم صلى الله علیه وآله وسلم والبشارة بنبوته من الأنبیاء السابقین علیهم السلام، وبین ظهور الحجة علیه السلام فی آخر الزمان، وبین ثورة الإمام الحسین صلوات الله علیه، حیث نجد هناک ترکیزاً فی الروایات وربطاً بینها فی هذه المحاور الثلاثة:  

المحور الأول: هو البشارة بالنبی الأکرم صلى الله علیه وآله وسلم.

والمحور الثانی: شهادة الإمام الحسین علیه السلام،

والمحور الثالث: الإمام المهدی علیه السلام، وأنه یملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً. 

وفی اعتقادی بأن هناک ربطاً دقیقاً فی القرآن الکریم، فنجد فی سورة الحدید قوله تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَیِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْکِتابَ وَالْمِیزانَ لِیَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾، فصریح الآیة المبارکة تبین لنا حقیقة أن هدف الأنبیاء جمیعاً هو إقامة العدل، هذه نقطة، والنقطة الثانیة أن إقامة العدل لا یمکن أن یقع فقط من الأنبیاء، وإنما للناس دور فی إقامة هذا العدل، لأن الآیة لم تقل لیقیم القسط، فلیست هی وظیفة الأنبیاء فقط بل وظیفة الناس أیضاً فی جانب آخر.

وإقامة القسط فی حیاة الإنسان تحتاج إلى امور ثلاثة أساسیة: الأمر الأول أنها تحتاج إلى شریعة، ای إلى دین یکون قادراً على الاستجابة لکل متطلبات حیاة الإنسان بمختلف المستویات، وهذا ما نعتقده فی الشریعة الخاتمة للنبی الأکرم صلى الله علیه وآله وسلم، النقطة الأخرى نحتاج إلى قائد ربانی یطبق تلک الشریعة فی حیاة الإنسان، ومن هنا نعتقد بأنه لابد من وجود امام معصوم لیمکنه أن یقیم العدل على البشریة، وهذا أمر غیر متوفر لغیر الإمام المعصوم، والنقطة الثالثة هو أن البشریة وثقافة الناس لابد أن تصل إلى درجة تستطیع فیها أن تقوم بالدور الربانی لإقامة العدل فی حیاة الإنسان.

والشاهد على ما أقول هو أن فی زمن النبی الأکرم صلى الله علیه وآله وسلم وفی زمن الأئمة الأحد عشر أیضاً، فان الشریعة الخاتمة کانت موجودة والقائد الربانی کان موجوداً، ولکنه بدل ان یستعین الناس بالقائد الربانی لتطبیق الشریعة فی حیاتهم، فقد قتلوا هؤلاء القادة الربانیین والأئمة علیهم السلام، أو أقصوهم عن الحاکمیة وعن إدارة المسلمین.

لقد قلنا أننا نحتاج عناصر ثلاثة، عنصر الشریعة وعنصر القیادة وعنصر الناس، لکی یتم أداء هذه المهمة وهذه المسؤولیة التاریخیة، وإن الشریعة موجودة والإمام علیه السلام موجود، فلم یبق إلا العنصر الثالث، ولذا فإن بعض الأعلام من أهل المعرفة یقولون: إن الإمام الحجة علیه السلام لا ینبغی لنا ان نقول إنه المنتظَر، بل لابد ان نقول هو المنتظِر، لأنه ینتظرنا نحن کی نتأهل حتى یقودنا، ولکن هذه البشریة من یؤهلها، من یوصلها إلى درجة من النضج والقابلیة لتستطیع اداء دورها المطلوب؟!

هنا یقولون ویؤکدون على ان ثقافة الحسین علیه السلام وثقافة ثورة الحسین علیه السلام وبعبارة أخرى الدور الحسینی هو المتکفل بذلک، وان هذا الدور قد بدأ به الحسین علیه السلام قبل شهادته، واننا نجده واقعاً أینما دخلت ثقافة الثورة الحسینیة أوجدت ثورة فی حیاة الناس، أوجدت حرکة فی الحیاة وأوجدت واقعاً یطلب العدل والقسط فی حیاة الناس، وهذه الثقافة لیست فقط عند المسلمین بل عند غیرهم، فعندما نراجع کلمات الأکابر من غیر المسلمین أیضاً نجد أنهم یرکزون على مسألة الثورة الحسینیة، ولعل هذا یفسر لنا أن الإمام المهدی علیه السلام عندما یظهر یرفع رایة یا لثارات الحسین علیه السلام، وهذه الرایة معناها أن هناک ارتباطاً وثیقاً بین الثورة الحسینیة وبین ظهور الإمام علیه السلام، لذا فانا أعتقد بأن تثقیف الأمة بثقافة الحسین علیه السلام وبدور الحسین وثورته سوف یعجّل فی فرج الإمام المهدی علیه السلام.

وعلى هذا فلابد لأصحاب الإمام المهدی علیه السلام من أن یکونوا حسینیین! وهذا یعنی أن تربیة الحسین علیه السلام وثقافته هی التی تربی أصحاب الإمام المنتظر علیه السلام.

ومن هذه التربیة ما جاء بشأن الدعاء لمولانا صاحب الزمان علیه السلام فی ظهر یوم عاشوراء، حیث استشهاد جده الإمام الحسین علیه الصلاة والسلام، فقد جاء فی حدیث عبد الله بن سنان الذی دخل على الإمام الصادق علیه السلام فی یوم عاشوراء، وقد نقل عن الإمام علیه السلام هذا العمل العبادی فی هذا الیوم العظیم، والذی یؤدى بعد القیام بصلاة یوم عاشوراء، حیث یرفع المصلی یده بالدعاء ویقول: «اللهم وعجل فرج آل محمدٍ، واجعل صلواتک علیه وعلیهم، واستنقذهم من أیدی المنافقین المضلین والکفرة الجاحدین، وافتح لهم فتحاً یسیراً، وأتح لهم روحاً وفرجاً قریبا، واجعل لهم من لدنک على عدوک وعدوهم سلطاناً نصیرا.
 
* شبکة المعارف الإسلامیة.

نظرات 0 + ارسال نظر
برای نمایش آواتار خود در این وبلاگ در سایت Gravatar.com ثبت نام کنید. (راهنما)
ایمیل شما بعد از ثبت نمایش داده نخواهد شد